كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



الله-صلى الله عليه وسلم- ما به من الجزع قالوا:
لئن ظفرنا بهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد.
فأنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [النحل: 126] إلى آخر السورة.
فعفا رسول الله (1)-صلى الله عليه وسلم-.
أبو بكر بن عياش: عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس قال:
لما قتل حمزة أقبلت صفية أخته فلقيت عليا والزبير فأرياها أنهما لا يدريان.
فجاءت النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: (فإني أخاف على عقلها).
فوضع يده على صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت.
ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال: (لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع).
ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم بسبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بسبعة فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم (2).
__________
(1) هو على إرساله لا يصح فإن بريدة هو ابن سفيان بن فروة الاسلمي ضعفه غير واحد.
وقال الدار قطني: متروك.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال العقيلي: سئل أحمد عن حديثه فقال: بلية وانظر ابن هشام 2 / 96.
(2) أخرجه ابن ماجه (1513) مختصرا في الجنائز باب: ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم.
وابن سعد 3 / 1 / 7 والحاكم 3 / 197 وسكت عنه.
ولكن الذهبي قال: سمعه أبو بكر بن عياش من يزيد وليسا بمعتمدين.
وخرجه الطحاوي 1 / 503 والدار قطني 2 / 474 والبيهقي 4 / 12 وقال: لا أحفظه إلا من حديث أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد وكانا غير حافظين.
لكن للحديث شواهد يصح بها.
ففي الباب عن ابن مسعود أخرجه أحمد 1 / 463 حدثنا عفان ابن مسلم عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين.
فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عزوجل: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الانصار ورجلين من قريش.
وهو عاشرهم فلما رهقوه قال: رحم الله رجلا ردهم عنا.
قال: فقام رجل من الانصار فقاتل ساعة حتى قتل.
فلما رهقوه أيضا قال: رحم
الله رجلا ردهم عنا فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه: ما أنصفنا أصحابنا.
فجاء أبو سفيان فقال: اعل هبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: الله أعلى وأجل.
فقالوا: الله أعلى وأجل.
فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: =